قابس سينما فن معرض' أخبار من اللامكان' لانتصار بلعيد وموريتز هاجيدرون

وراء كلّ عمل فنّي، هناك سؤال أو مجموعة من الأسئلة، وأحيانا مساءلة للواقع أو للفن والاستيتيقا بشكل ما. وقد نبع معرض أخبار من اللامكان لانتصار بلعيد و موريتز هاجيدرون من سؤال مشترك، وهو مالذي سيتبقى من هذه الحضارة للأجيال القادمة؟ ماذا سيجدون عنّا/ منّا؟ ومالأثر الذي سنتركه للمستقبل؟

قابس سينما فن معرض' أخبار من اللامكان' لانتصار بلعيد وموريتز هاجيدرون

 
 
مخرجة سينمائية وفنانة بصرية من تونس، تسائل انتصار بلعيد من خلال أعمالها الفنية عوالم الإدراك الحسي ومفهوم الزمن، كما تهتم بتاريخ الوجود البشري والذاكرة الجماعية والفردية، كما يعمل الفنان الألماني موريتز هاجيدرون على تقنيات التصوير الفوتوغرافي من خلال التجريب والبحث الدائمين في هذا المجال. يلتقي الفنانين في تصورهما المشترك للفن وللعالم واختارا في معرضهما المشترك، أخذ المتفرّج في رحلة إلى "المستقبل" يقدمان من خلالها إلى الآخر الذي لا نعرفه، جزءا من بقايانا كحضارة وجدت يوما ما على سطح الأرض وستضمحل حتما تاركة للزمن شأن "النشوء والارتقاء"
 
 
في "أخبار من اللامكان" اشتغل موريتز وانتصار على وسائط فنية مختلفة، بين الصور الفوتوغرافية والفيديو والأدوات التي جمّعتها انتصار من الشواطئ التونسية، وتشترك كلّها في تجسيد لذاكرة الأمكنة والناس، وتحيلنا على تجارب بشرية لا نعرفها، أو نتعثّر بها يوميا دون أن ندرك أهميتها، دون أن نفكّر أو نعلم أنّها إحدى الدلائل على وجودنا في لحظة ما في تاريخ الإنسانية، وفي مكان ما من هذا الكون الشاس
 
انطلقت تجربة "أخبار من اللامكان" منذ أشهر مضت، وعندما تلقى موريتز وانتصار اقتراح المشاركة في "قابس سينما فن" في قاعة لاقورا وهي المقر السابق للحزب الحاكم في مدينة قابس، قرّر الفنانان تطوير المشروع حتى يتماشى وخصوصية المكان الذي يحمل ذاكرة نظام قمعيّ امتدّ لعقود ومازلنا إلى إللى اليوم، بعد عشر سنوات من الثورة، نعاني تبعاته السياسية والاجتماعية. لهذا، نجد في المعرض صورا وأشياء تعود بنا إلى ما قبل 14 جانفي، بقايا لنظام بوليسي تمتد أذرعه راهنا في الزمان وكل الأمكنة
 
بينما تأخذ انتصار بلعيد الوسائط والأدوات الفنية إلى أبعاد أخرى دون أن يكون لتجريبها في الفل الفني حدود أو قواعد، يفكّك موريتز هاجيدرون التقنية الفنية في حد ذاتها ويغوص في كل احتمالات تحويلها والتلاعب بصبغتها الأولى. هذا الاختلاف في مسار التفكير والممارسة الإبداعية، يأخذ الجمهور إلى مقترح فنيّ
متكامل، يطرح موضوعا واحدا بمقاربات مكثفة ومتشعبة