رحلة عبر تونس: استكشاف 24 ولاية في 12 يومًا لا تُنسى

24 ولاية في 12 يوماً: هذا كان التحدي المجنون الذي أطلقه 6 من صانعي المحتوى التونسيين، عاقدين العزم على اكتشاف كنوز بلادهم الخفية، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، في أقل من أسبوعين.

رحلة عبر تونس: استكشاف 24 ولاية في 12 يومًا لا تُنسى

في رحلة انطلقت من الشابة مروراً بالمساكن، ثم الكرم، وصولاً إلى بنزرت، كان الهدف الوصول إلى أعلى نقطة في شمال إفريقيا: كاب أنجلا. مكان رمزي، وُضعت منه أولى لبنات هذه المغامرة غير المسبوقة.

باجـة: مفاجآت الطبيعة وأول اختبار حقيقي

في بهجة الطبيعة، اختار الفريق وجهته نحو باجة. من هنا بدأت المفاجآت: طريق وعرة، أشجار محترقة تعترض الممرات، وانعدام كلي للإشارات. ورغم العوائق، كان المشهد البانورامي المطل على سد سيدي البراق مكافأة ساحرة للجهد المبذول.

الكاف: قلاع الغموض وشروق لا يُنسى

في الكاف، وبين ضباب الفجر البارد، صعد الفريق إلى قلعة أسنان، ليعيشوا لحظة أسطورية مع شروق الشمس وسط السحاب. "من أقوى الشروق اللي عشته في حياتي"، بهذه العبارة وصف أحد المشاركين تجربته المؤثرة.

سيلــيــان: رحلة إلى زمن آخر

في سليّان، أعلى قرى تونس بارتفاع 1000 متر، اكتشفوا دفء الناس رغم قسوة الطقس. "كأنك رجعت بالزمن"، قالوا، وهم يرون الأطفال يلعبون في الأزقة، والرجال يرتدون القشابية التقليدية.

قفصة: تكساس التونسية

من هناك، حملتهم الرياح إلى قفصة، حيث المشاهد الصحراوية الشبيهة بتكساس الأمريكية. كانوا شهوداً على الطبيعة وهي ترسم لوحات حمراء وبرتقالية تخطف الأنفاس، مشاهد يصعب حبس دموع الانبهار أمامها.

توزر وقصر غيلان: لقاء مع الأساطير

في شط الجريد، عانقوا الكثبان الرملية والشمس الغاربة. أما قصر غيلان، فقد منحهم إحساساً عميقاً بالعزلة والجمال الصحراوي. "في وسط الصحراء تحس أنك تعيش قصة خارج الزمن"، كتب أحدهم على إنستغرامه.

سيدي بوزيد: كنوز مخفية وأحلام بيئية

بينما كانت سيدي بوزيد مجهولة للكثيرين، اكتشف الفريق أن بها واحدة من آخر النظم البيئية الإفريقية الشمالية: محمية بودمية، حيث ما زالت الزرافات والنعام يعيشون في بيئتهم الطبيعية.

المطماطة والعودة إلى الجذور

في مطماطة، استنشقوا عبق التاريخ الأمازيغي العريق. ثم عبروا بارك بوه بسيدي بوزيد، في رحلة كانت بمثابة احتفاء حقيقي بثراء الأرض التونسية، حيث تختلط الحضارات الأمازيغية، الرومانية، العثمانية والعربية.

عراقيل ومحطات صعبة... لكن العزيمة انتصرت

لم تكن الرحلة سهلة: أعطال السيارات، الليالي الباردة في الخيام، ضياع الطريق أحياناً... لكنها لم تثن الفريق عن تحقيق حلمه: أن يري العالم سحر تونس وجمالها الطبيعي والثقافي.

مغامرة صنعت الذكريات

اليوم، بعد 12 يوماً و24 ولاية، عادوا محملين بالقصص، الصور، والذكريات. مغامرة لن تُنسى، بل ستكون شرارة تلهم أجيالاً جديدة لاستكشاف بلدهم بعين العشق والانتماء.

في النهاية، كما قال أحد المشاركين: "الندم الوحيد الذي يمكن أن تشعر به هو ألا تقوم بتجربة كهذه. أفضل ندم هو أن تجرب وتعيش، لا أن تتردد وتبقى مكانك".

تابعوا تفاصيل الرحلة على حسابات الإنستغرام الخاصة بكل مشارك: abitos_wild / radhouane_nehdi / mohamedamineabdeljaoued / dhia_hassouna / khaledghariani.

preview