السياحة تحتفي بيومها العالمي تحت شعار ''السياحة من أجل التنمية الشاملة''

تحيي تونس مع سائر الدول الأعضاء بمنظمة السياحة العالمية اليوم العالمي للسياحة تحت شعار "السياحة من أجل التنمية الشاملة" ويأتي اليوم العالمي للسياحة، الذي يحتفل به في 27 سبتمبر من كل عام، في ظلّ تحدّيات يواجهها العالم منذ ما يناهز العامين جراء تفشي جائحة كورونا. 

السياحة تحتفي بيومها العالمي تحت شعار ''السياحة من أجل التنمية الشاملة''

وإن اختيار شعار السياحة من أجل التنمية الشاملة من قبل منظمة السياحة العالمية، ليؤكد الدور الكبير الذي يلعبه قطاع السياحة في التنمية المندمجة ودفع عجلة الاقتصاد.

ويعتبر الهدف الأساسي من الاحتفال بهذا اليوم، هو مزيد ترسيخ الوعي في المجتمع الدولي بأهمية السياحة وتأثيراتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية ودورها في تماسك المجتمعات وفي حياة الشعوب. 

وإدراكا منها بأهمية هذا الرهان، وأمام ضرورة إعطاء انطلاقة جديدة للسياحة رغم الأوضاع الصحية العالمية الصعبة، قرّرت منظمة السياحة العالمية الاحتفال بهذا اليوم العالمي، الذي ستستضيفه هذه السنة الكوت ديفوار. 

ولم يكن اختيار شعار هذه السنة وليد الصدفة، على اعتبار أن هذه المؤسسة التابعة للأمم المتحدة تهدف من خلال تخليد هذا اليوم العالمي إلى إبراز قدرات هذا القطاع في تحسين فرص التنمية الشاملة، ودوره في النهوض بالفرص التي يتيحها لملايين الأشخاص حول العالم. 

فالسياحة قطاع فرض نفسه كواحد من القطاعات المهمة في توفير فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة وتوفير العملة الصعبة، بل إنّه يمثل قاطرة أساسية للنمو الاقتصادي وحلقة رئيسية تشدّ إليها جلّ القطاعات الأخرى في دفع عجلة التنمية الشاملة، ليكون للسياحة دور محوري في نماء المجتمعات واستقرارها وتوفير سبل العيش للملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. 

ولقد واصل قطاع السياحة بتونس على مرّ السنوات، ورغم ما شهده من أزمات، تسجيل حضوره الإيجابي في دفع التنمية في مختلف الجهات وتنشيطها.

ولا يقتصر النشاط السياحي على السياحة الشاطئية الذي تقدمت فيه بلادنا أشواطا هامة، بل يتوجه السّعي اليوم إلى إثراء هذا الجانب بالعمل على مزيد تنويع المنتوج السياحي ببلادنا وتوسيع قاعدة المشتغلين فيه، وذلك من خلال تطوير وتهيئة القرى الحرفية في الصناعات التقليدية وتهيئة مسالك سياحية بالمدن العتيقة والمناطق التاريخية والقرى الجبلية، والحفاظ على الخصائص المعمارية لعديد المعالم التاريخية التي تزخر بها جلّ مناطق البلاد والمتميزة بطابعها التقليدي مع إعادة توظيف البعض منها وجعلها عنصرا فاعلا في خلق ديناميكية ونشاط دائم بالمدن العتيقة.

هذا، إضافة إلى مزيد التعريف بمخزوننا التراثي بجوانبه الثرية والمتعددة وتثمينه والترويج له، ببعث وتشجيع المبادرات والمشاريع التنموية التي يُبدعها الشباب على وجه الخصوص بمختلف المناطق، فضلا عن بعث مسالك جديدة لمنتوج سياحي ثقافي يساهم في إشعاع هذه المناطق ويدعم تأمين مواطن شغل جديدة ومبتكرة بها.

كما تزخر بلادنا بمقومات هامة لتطوير القطاع وجعل تونس وجهة سياحية ثقافية بامتياز وتطوير النشاط السياحي في جميع الجهات عبر تنمية السياحة الصحراوية والإيكولوجية والبيئية والريفية على غرار الإيواء السياحي البديل ودفع السياحة الثقافية والترفيهية بهدف جعل البلاد التونسية قبلة سياحية على امتداد السنة والقطع مع الموسمية والعمل العرضي، وهو ما من شأنه أن يستقطب فئات جديدة من السياح في مجالات نوعية ومبتكرة.

إنّ السياحة قطاع واعد وفيه ما يمكن أن يُحقّق انتظارات الشباب وكل الفئات في توفير مواطن العيش الكريم، وفيه استجابة لكل التطلعات وتحقيق لكل الرهانات المستقبلية للبلاد في دعم التنمية الجهوية والشاملة وتحقيق الأهداف التي تعمل منظمة الأمم المتحدة على إرسائها وخاصة في ما يتعلق منها ببلوغ تكافؤ الفرص.