دور المدن الذكية في المحافظة على التراث

أشرف وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين صباح اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2019 ببلدية تونس على افتتاح أشغال ورشة عمل تحت عنوان "المدن الذكية ودورها في المحافظة على التراث" بحضور رئيسة البلدية سعاد عبد الرحيم والأمين العام لمنظمة المدن العربية أحمد بن أحمد الصبيح والمديرة العامة للمنتدى العربي للمدن الذكية سميرة الدحيات

  دور المدن الذكية  في المحافظة على التراث

وتهدف هذه الورشة إلى التعريف بأهمية المدن الذكية وأبرز مكوناتها وخصائصها ومزاياها وكيفية تطوير مفاهيمها وللنظر في أساليب الحفاظ على التراث العمراني في هذه البيئة الذكية بمشاركة عدد من الخبراء في المجال من تونس ومن الخارج وبحضور مجموعة من رؤساء البلديات بالجمهورية التونسية
كما تناقش أشغال هذه الورشة أهم احتياجات المدن والبلديات في تونس وفي العالم العربي من خلال تبادل الخبرات العلمية والتجارب التقنية الناجحة وسبل توفير خدمات التأهيل والتجريب في مجال التحول الرقمي والذكي
وبالمناسبة نوه الوزير في كلمته بمتانة علاقات التواصل والتعاون القائمة بين وزارة الشؤون الثقافية وبلدية تونس في مجال المحافظة على التراث والاشتراك حول مفردات المواطنية والسلطة المحلية لما تتميز به من التزام بالسعي لتفعيل الأهداف الوطنية التي تنتصر للمواطن بما له علاقة بالسلطة المحلية وقدرته على التعبير عن ذاته وبناء شراكة ثقافية تراثية وحضارية
وأوضح أن وزارة الشؤون الثقافية تعتمد في سياستها الإستراتيجية الوطنية للثقافة على تثمين مفهوم المدينة عبر اعتماد برامج وطنية وهي "تونس مدن الفنون" و"تونس مدن الحضارات" و"تونس مدن الآداب والكتاب"، وذلك تفعيلا للحق الدستوري في الثقافة التي تنبعث من المواطن وإليه فهي ثقافة مواطنية تنادي بالانخراط في الفعل الثقافي حسب المرجع الجغرافي لرسم ملمح تشاركي عام يجمع بين ثقافات مختلفة بهدف النهوض بالثقافة التونسية
واعتبر الوزير أن المدن الذكية هي المرجعية الأساسية التي تعطي حقا وواجبا للمواطن وهو ما يتبلور عن طريق مساهمات الأدباء والشعراء والفنانين عامة في نحت تفاصيل المدن الثقافية
واعتبر الوزير أن الحديث عن المدن الذكية يعبر عن طرح جديد مفروض على الجهات الفاعلة بحكم وسائل الاتصال الجديدة وهو ما يدفع إلى العمل وفق مفهوم الاقتصاد الثقافي الرقمي الذي يمكن من سهولة تبادل المعلومات وتخصيص هذه الحوامل الجديدة في اقترانها بالذكاء الانساني والتكنولوجيا الحديثة والمحافظة على التراث والآثار
وشدد الوزير على أن التساؤل الحالي هو عن كيفية الملاءمة بين مفهوم المدينة ودورها في سياق تواصلي بين الهياكل التي تمثل الدولة، مشيرا إلى وجود عبء حقيقي في مستوى النمطية الأحادية التي تضعف الشخصيات والذاكرات الوطنية لذلك تسعى الوزارة نحو تثمين الرقمنة والجرد وبعث منهجيات ومسالك متطورة للتعريف بالثقافات
كما سعت الوزارة إلى تثمين التراث من خلال الاهتمام به والتشجيع على تملك الفضاء العام والمجتمع المدني وبعث مبادرات ثقافية فردية، اذ تطور عدد الجمعيات الثقافية من 315 إلى 1500 جمعية سنة 2019 بما يعكس مزيدا من الاهتمام بالثقافة