وأكد وزير السياحة ووزير الشؤون الثقافية بالنيابة السيد الحبيب عمار أن ولاية قبلي تزخر بعديد المقومات الطبيعية والثقافية والتاريخية التي يجب مزيد تثمينها وتطويرها للمساهمة في إشعاع الجهة وطنيا وعالميا معتبرا أن السياحة الصحراوية تعد منتوجا متميزا يجب أن ينفرد باستراتيجية خاصة به لتطويره ومزيد الترويج له. وأضاف أنه يمكن تطوير السياحية الرياضية بالجهة وخاصة الرياضات الميكانيكية ورياضة المغامرات بالصحراء التونسية التي أصبحت تستقطب العديد من المولعين بهذه الرياضات.
وقد عبر السيد الحبيب عمار، في هذا الإطار، عن استعداد الوزارة الترفيع في المنح المرصودة لدعم مختلف المهرجانات والتظاهرات الدولية الهادفة الى إشعاع ولاية قبلي على أن يتم تطوير محتوى هذه المهرجانات لتصبح عنصر جذب سياحي إضافي ولضمان مزيد إشعاعها على المستوى العالمي.
كما شدد الوزير على ضرورة وضع برنامج لتثمين المواقع الأثرية والتاريخية بولاية قبلي والعناية بها وتهيئتها قصد تنويع المنتوج السياحي وجذب المزيد من السياح للجهة إضافة إلى مزيد تطوير الأنشطة الثقافية والفنية وتدعيم البنية التحتية الثقافية على غرار دور الثقافة والمكتبات العمومية وفضاءات خاصة بالأنشطة الموسيقية والفنية والمسرح وتدعيم الجمعيات والنوادي الثقافية بهدف تطوير المشهد الثقافي عموما بولاية قبلي.
وبخصوص الصناعات التقليدية، أكد السيد الحبيب عمار على مزيد الإحاطة بصغار الحرفيين ودعمهم لتمكينهم من تجاوز مخلفات جائحة كورونا داعيا إلى تنظيم نقاط بيع من الحرفي إلى المستهلك والنظر في امكانية تكثيف المعارض الجهوية بالتعاون مع السلط الجهوية والهياكل المعنية، لتمكينهم من تسويق منتوجاتهم، في صورة تحسن الأوضاع الصحية مع التأكيد على ضرورة التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي لتفادي انتشار العدوى بفيروس كورونا. كما دعا إلى ضرورة تطوير صناعة خشب النخيل التي تتميز به الجهة ومزيد تقديم الإحاطة اللازمة للحرفيين لتمكينهم من عرض وتسويق منتوجاتهم.
وثمن، في هذا الإطار، المجهودات المبذولة في هذا الإطار لتمكين 110 حرفية وحرفي من "قروض كوفيد" مشددا على ضرورة التسريع في إسناد بقية القروض لمستحقيها من الحرفيين لمساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة.
وتم، خلال جلسة العمل، التداول حول الحلول الممكنة لتجاوز إشكال تقادم أسطول النقل السياحي والسبل الكفيلة بتجاوز ذلك للتمكن من ممارسة النشاط السياحي في أحسن الظروف الممكنة وبطريقة آمنة.
وأكد السيد الحبيب عمار على ضرورة درس إحداث آلية لتأمين ممارسة النشاط السياحي داخل الصحراء التونسية ووضع خطة للتدخل والإجلاء عند الحوادث. كما عبر عن استعداد الوزارة للمساهمة في تركيز شبكات الهاتف بعدد من المناطق باعتبار استقبال الصحراء التونسية لقرابة 150 ألف سائح سنويا.
وبخصوص تطوير بعض أنماط السياحة البديلة بولاية قبلي، أفاد السيد الحبيب عمار أن وزارة السياحة تشتغل على مراجعة الأطر القانونية المنظمة لهذا المجال بما يسمح بملائمتها لطبيعة النشاط وتمكين المهنيين من بعض الخصوصيات الأساسية المرتبطة بتسهيل ممارستهم لنشاطهم في هذا الإطار.
وفي ما يتعلق بالمسألة البيئية وتهيئة المناطق السياحية، نوه الوزير بوجوب تحمل كل الأطراف المعنية لمسؤولياتها مؤكدا أن وزارة السياحة على أتم الإستعداد لدعم برامج التهيئة والتنوير المقدمة من البلديات بالجهة شريطة استيفائها لجميع الشروط الفنية والإدارية كما شدد على أن الوزارة ستدفع نحو إيجاد الحلول الممكنة لحلحلة الوضعيات العقارية بالجهة وذلك بالتنسيق مع الأطراف والجهات المتدخلة.
وبخصوص المشاريع المعطلة، على غرار ساحة حنيش والسوق القديم بدوز وقبلي القديمة، دعا السيد الحبيب عمار البلديات والجهة عموما إلى تقديم ملفات متكاملة ومستوفاة الشروط للتمكن من معالجتها معربا عن استعداد الوزارة للمساهمة في دعم هذه المشاريع بما يمكن من تطويرها لخلق حركية سياحية واقتصادية بالجهة ودفع نسق التنمية وإحداث مواطن الشغل.
وثمن الوزير إيمان السادة النواب عن ولاية قبلي بأهمية قطاعات السياحة والصناعات التقليدية والثقافة كرافعة للاقتصاد الوطني عموما ودفع نسق التنمية الجهوية بصفة خاصة داعيا إياهم إلى مزيد معاضدة دور السلط الجهوية والمحلية في تحقيق التنمية المرجوة، مؤكدا أن الوزارة منفتحة على كل مقترحات الجهة.